أصبحت السعودية في الآونة الأخيرة وجهة مثالية لمحبي​​ سياحة المغامرات بشتى أشكالها، بسبب تنوع جغرافيتها وثراء طبيعتها. ومن النشاطات الجاذبة للشباب السعوديين وزوار المملكة القفز الحر من الطائرة بواسطة الـ”باراشوت”، أو ما يعرف بالـ”سكاي دايفنق” التي تعتبر من النشاطات المخصصة لأصحاب القلوب القوية ومحبي الطيران، كما ينظر لها كرياضة تستحق أن توضع على جدول الأحلام، ليمارسها الشخص ولو مرة واحدة في حياته.

تأخذ رياضة القفز أشكالا متنوعة، ففي بعض الأحيان يتم القفز من أعلى قمم الجبال، أو عن طريق القفز من طائرة صغيرة برفقة مدربين متخصصين حاصلين على شهادات ورخص من جهات رسمية. وتنقسم هذه الرياضة إلى ثلاثة مستويات، المستوى الأول يطلق عليه اسم “ليجند”، والثاني “إكستريم”، والثالث “تيبيكال”، وهذه المستويات تختلف باختلاف قدرة وخبرة الشخص على القفز. أما بالنسبة للتكلفة فهي تتراوح ما بين 1500 إلى 2000 ريال لقاء القفز مرة واحدة مع مدرب، ولكن إذا كنت تبحث عن تجربة كاملة فقد تتكلف التجربة حوالي 10 ألاف ريال، وتشمل التدريب وجميع التجهيزات والقفز 7 مرات.

سائح أثناء هبوطه بالباراشوت في صحراء السعودية

أماكن القفز بالمظلات في السعودية 

 

تنتشر في المملكة أماكن عديدة توفر رياضة القفز المظلي الحر ، في مدينة الرياض والمدينة المنورة، ولكن تعتبر جدة من أجمل النقاط لممارسة هذه الرياضة نسبة للمناظر الجميلة التي يمكن أن تراها خلال القفز، ويقول عبد المجيد غازي المدير التنفيذي في الاتحاد السعودي لرياضات المغامرة وواحد من أبطال القفز الحر بالمظلة في السعودية :”إن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية KAEC هي من أجمل الأماكن لممارسة هذه الرياضة” ،وتابع :” هذه الرياضة مرغوبة جدا في السعودية وهناك من يقوم بها من باب الهواية ولكن البعض الآخر يأخذها على محمل الجد ليتحول بعد تدريب مكثف و25 قفزة إلى مغامر محترف”.

وفيما يتعلق بأماكن التدريب وإصدار التراخيص، على من يرغب في تجربة القفز المظلي الحر التوجه للاتحاد السعودي لرياضات المغامرة، وكما يقول مديره التنفيذي:” كافة القفزات تتم من خلال فعاليات يعلن عنها الاتحاد عبر موقعه الرسمي، وغالباً ما تكون في فصل الشتاء وبالتحديد في فبرايرو مارس، ولا توجد حالياً مراكز مستقلة للقفز المظلي، لكن  يسعى الإتحاد لإنشاء مراكز ونوادي في هذا الشأن العام القادم”.

مجموعة من المغامرين على متن طائرة هليكوبتر قبل الشروع في تجربة القفز المظلي الحر في السعودية

من يسمح له القيام بالقفز الحر

 

وفقاً للسيد/غازي:” يكون القفز العادي على علو يتراوح ما بين 3,600 إلى 4,000 متر”، وتتراوح مدة القفز الحر ما بين 45 و50 ثانية عند القفز بحسب الوزن وطريقة القفز، وبعد أن يفتح البراشوت تكون الفترة بين التسلية واللعب بين 3 الى 5 دقائق.قد يبدو القفز من هذا العلو مخيفاً، لكن الخطورة منخفضة جدا وهذا الشيء توثقه الأرقام التي تشير إلى تدني نسبة الحوادث، لكن شدد السيد/ غازي على أهمية “التزام المغامر بتعليمات المدرب عند القفز والهبوط، وتعد الرياضة متاحة لكل من يستطيع الجري بسهولة لكنها قد تكون صعبة بالنسبة للذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب المتقدمة”. 

اللافت في هذه الرياضة هي أنها لا تجذب الرجال فقط إنما النساء أيضا، حيث احتفى الاتحاد بتخريج دفعة من السيدات خلال المعسكر الثالث الذي نظمه الاتحاد في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومنح 3 سيدات رخصاً للتدريب في هذا المجال وهن رزان الغفيلي وآلاء ظافر ومرام العيد التي تنشر نشاطاتها كمدربة قفز مظلي ولاعبة هوكي ومتزلجة على صفحتها الخاصة على منصة  انتسغرام، حيث يمكنكم الحجز معها للحصول على حصص تدريبية. 

وتقول مرام : “إن هذه الرياضة أكثر من رائعة لأنها تمنحك الشعور بالطيران وعلى عكس ما يظنه البعض بأنها قد تشعرك بالسقوط،” وتابعت العيد: ” فترة الوجود في الطائرة الى حين القفز منها هي الفترة التي قد تشعرك بالقلق وربما الخوف، ولكن سرعان ما يأتي دورك للقفز وبعدها تشعر بعالم آخر وبراحة تامة، وسوف تتمتع بأجمل المناظر الطبيعية الخلابة من على علو شاهق”. 

مجموعة من القافزين أثناء تحليقهم في سماء السعودية أثناء تجربة القفز المظلي الحر

أساليب القفز

 

هناك عدة أساليب متبعة في هذه الرياضة، من بينها الحبل الذي تتصل فيه المظلة بالطائرة، والقفز مع مدرب، وهذه التجربة مناسبة لاي شخص مبتدئ، والسقوط الحر، وفيه ينفصل المغامر عن الطائرة بشكل كامل. يشار أن التجهيزات المستخدمة في هذه الرياضة تختلف بحسب ارتفاع القفز الذي يختاره المغامر، وتعتمد التجهيزات على وجود 2 باراشوت يستخدم واحد منها أما الثاني فيكون احتياطيا. كما يوجد نوعان من رياضة القفز بالمظلة، الأول يتم برفقة المدرب، فيقفزان معا بعد ربطهما بحبل واحد، أما النوع الثاني يتيح للمغامر القفز بمفرده، ويرافقه المدربون بالقفز منفردين على أن يبقوا بجانبه لمنحه الشعور بالأمان.

التحضير للقفز

 

يوصى بعدم تناول وجبات طعام كبيرة قبل القيام بهذه المغامرة، قد يشعر المغامر بنوع من الغثيان ليس بسبب القفز إنما بسبب القلق الذي يرافقه قبل القفز خاصة إذا كانت المرة الاولى، ومن المهم جدا التنفس بطريقة صحيحة لان القفز ما بين 8 آلاف و18 ألف قدم سيجبر جسمك على التأقلم مع اختلاف العلو، فكلما ارتفعت ينقص الاوكسيجين مما يسبب دقات قلب متسارعة. ويقول عبد الله كردي الذي قام بهذه التجربة في السعودية بأن الشعور لا يوصف، والأجمل هو مشاهدة المدن السعودية من فوق، وتوفر فرصة التقاط الصور الفوتوغرافية بمساعدة المدرب، وتابع الكردي:” الشعور بالغثيان والتقيؤ الذي يحصل لبعض المغامرين، وليس لجميعهم، يكون أثناء تواجدك في الطائرة وليس أثناء القفز، فبمجرد أن تقفز سينتابك شعور رائع بالفعل “.